تفاصیل احتضان الإمارات لاجتماع بحث تقسیم العراق لأقالیم

asdasd
معرف الأخبار : ۸۶۲۱۴۶

منذ أكثر من أسبوع، يدور في الأوساط السياسية العراقية الحديث عن اجتماع عقدته عدد من الشخصيات البرلمانية ورجال الأعمال السنة في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، للتباحث في موضوع إقامة إقليم سُني.

وعلى الرغم من نفي اتحاد القوى (أكبر ممثل للسنة في البرلمان) للموضوع جملة وتفصيلا، إلا أن قوى سياسية سنية أخرى، وسياسيون عراقيون أكدوا عقد مثل هذا الاجتماع برعاية إمارتية في يومي 9 و10 كانون الثاني/ يناير الجاري.

"مشروع خارجي"

وفي حديث لـ"عربي21" قال النائب العراقي عبد الخالق العزاوي عن حزب "المشروع العربي" بزعامة السياسي خميس الخنجر، إنه "بالفعل ورد إلينا أن رئيس البرلمان محمد الحلبوسي وعدد من النواب ورؤساء الكتل في (اتحاد القوى) الذي يرأسه، اجتمعوا في دولة ما وتباحثوا في موضوع إنشاء إقليم سني".

وأكد النائب العراقي أن "وضع البلد السياسي وما يشهده من حراك شعبي لا يسمح بطرح مثل هذا المشروع على الرغم من أن الدستور يكفل إنشاء الأقاليم، لكن الحديث في مثل هذا التوقيت لن يقبل به أحد، فهو تقسيم وتجزئة للبلد".

وبخصوص السبب وراء بحث هذا الموضوع في الوقت الحالي، قال النائب العزاوي إن "الأمر جاء بدفع من دولة خارجية، والدليل على ذلك إنهم كانوا يتباحثون في الموضوع في هذه الدولة، ولم يتجرؤوا على تبنيه أو طرحه بشكل علني".

وأشار إلى أن "تسريب الموضوع في وسائل الإعلام أثار ضجة كبيرة، فهم يتحاشون أن يحل عليهم لعنة المكون السني، لأن السُنة لا يقبلون بمثل هذا المشروع في ظل الظروف الحالية التي يمر بها البلد".

وشدد النائب على أن "اتحاد القوى هو الكتلة الأكبر في البرلمان الممثلة للسنة، لكن مع ذلك لم يستطيعوا طرح الموضوع وتبنيه بشكل علني، لأنه غير قابل للنقاش وسيعتبر تقسيما للبلد، خصوصا أنه جاء بدفع من دولة خارجية، ولا يعبر عن إرادة عراقية".

"دعم الحلبوسي"

من جهته، قال الباحث في الشأن السياسي سعدون التكريتي، إن "الإمارات تدعم رئيس البرلمان محمد الحلبوسي لإقامة مثل هذا المشروع في محافظة الأنبار، وكل المؤشرات الأخيرة تؤكد أن الأخير يسعى إلى تزعم المكون السني والعمل على إنشاء إقليم بدعم من ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد".

ولفت التكريتي في حديث لـ"عربي21" إلى أن "الموضوع يقال إنه جاء بترتيب من الولايات المتحدة الأمريكية، وأنها تعمل عليه حتى يجري تحقيقه في وقت لاحق، وكذلك تسعى إلى توفير الحماية لهذا الإقليم السني الذي تعد الأنبار نواته الرئيسية".

وأشار إلى أنه "على الرغم من التحركات الأخيرة التي جرت والاجتماعات في الإمارات، فإنه قد يكون ورقة ضغط استخدمتها القوى السنية، لكن تسريبها إلى وسائل الإعلام أضعفها بشكل كبير، ولم يخدمها، والدليل سرعة تنصل الأطراف المعنية بالموضوع عنها".

شكل الأقاليم

وفي السياق ذاته، قال المحلل السياسي العراقي هشام الهاشمي عبر تدوينة على حسابة في "فيسبوك" إنه "في الأسابيع والأيام الماضية؛ حدثت نقاشات معمقة لتنفيذ أحد الحلول القابلة للتسويات والتي تتوافق عليها أمريكا والغرب ودول جوار العراق الكبيرة، إيران، تركيا، والسعودية، لتفعيل العراق كدولة فدرالية".

وأوضح أن "العراق بذلك يتحول إلى أقاليم عدة على أساس عدد السكان والثروات والتقارب الثقافي وعلى غرار تجربة إقليم كردستان العراق الناجحة، فمثلا؛ تسمية إقليم غرب العراق ويشمل: الأنبار، وإقليم صلاح الدين ويشمل: محافظات تستحدث وهي (سامراء والدجيل) و(الحضر والبعاج)، وإقليم نينوى ويشمل أربع محافظات تستحدث وهي: الموصل وسنجار وتلعفر وسهل نينوى".

وتابع الخبير العراقي: "أما إقليم كركوك ويشمل محافظة تستحدث وهي: الحويجة والعظيم والشرقاط، ومحافظة ديالى، بإدارة كردية تركمانية عربية ومسيحية. وإقليم البصرة ويشمل ثلاث محافظات تستحدث. وإقليم ميسان وذي قار وواسط. وإقليم الفرات بابل والديوانية والسماوة. وإقليم النجف وكربلاء. وتبقى بغداد هي العاصمة للحكومة الاتحادية الفدرالية".

ولفت الهاشمي إلى أن "هذا الموضوع جرى مناقشته مع قادة الكرد والسنة وقيادات شيعية، والموضوع يحتاج إلى مناقشات هادئة في الإعلام الوطني الهادف من الخبراء المختصين بالقانون والاقتصاد والأمن، لمعرفة رأي الجمهور العراقي".

 

endNewsMessage1
تعليقات