السید نصر الله: معرکة حلب هی إحدى الهزائم الکبرى للمشروع الآخر

asdasd
معرف الأخبار : ۴۴۰۷۹۸

هنّأ الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله المسلمين والمسيحيين وجميع اللبنانيين بالولادة المباركة للرسول الأكرم (ص) وحفيده الإمام الصادق (ص) وبميلاد السيد المسيح "ع"، وحيّا في هذه المناسبتين كل المرابطين في الجيش اللبناني والمجاهدين في المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين المحتلة وكل المرابطين في سوريا الذين يتحمّلون هذه الظروف المناخية الصعبة للدفاع عن أوطاننا.

وفي كلمة له خلال لقاء مع الطلاب الجامعيين في التعبئة التربوية في حزب الله، قال سماحته إن "دين الإسلام لم يتعرّض للتشويه عبر الإعلام كما حصل في السنوات القليلة الماضية بسبب التجاوزات والأعمال التي تحصل، وبسبب الإعلام الذي يوصل كل شيء الى كل بيت خلال دقائق"، وأضاف "لم يحصل تشويه على مدى العقود مثل ما حدث من قبل الجماعات المسلحة وعلى رأسها "داعش" التي تضع على راياتها ما يقال إنه ختم رسول الله..  هذه الجماعات تقوم منذ الأعوام الماضية بمجزرة شاملة على المستوى الحضاري والثقافي والفكري والمعنوي وما شاهدناه من خلال التفنّن بالقتل باسم الإسلام ونبيّ الإسلام"، وتابع "هذا التشويه يجعلنا أمام مسؤولية من خلال كل الناس والنخب تدفعنا للتعبير عن الإدانة والقول لكلّ العالم إن هذه الاعمال لا تمتّ الى الإسلام والرسول محمد (ص) بصلة ولا لأهل بيته عليهم السلام وأصحابه".

وأكد السيد نصر الله أن "الذي يسكت عن هذه الإساءة هو شريك في تشويه دين الله ورسوله (ص)"، مشدّدًا على أن "كل من له إمكانية للتعبير عليه تحمّل المسؤولية بذلك وخاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي"، وأردف "الوهابية لا تعترف بالمولد النبوي الشريف وقد ذهب علماؤها لتكفير من يحتفل بهذا العيد علمًا أن كل المسلمين سنة وشيعة يقولون بشرعيته.. لقد قاموا في السنوات السابقة بتفجير من يحتفل بالمولد النبوي الشريف لأن الوهابية تريد فرض فكرها بقوّة السلاح..  هناك من يخوض معركة ويسوّق في الإعلام لها لناحية الاحتفال بالمولد النبوي وهناك خطب لساعات وهجوم على من يحتفل بهذا العيد".

وإذ أشار السيد نصر الله الى أن "من يكفّر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف سيكفّر الاحتفال بميلاد النبي عيسى المسيح (ع)"، أدان جريمة إحراق جنود أتراك فهذا لا يقبله الإسلام ولا أيّ إنسان، لافتًا الى أن "هناك حديثًا في الإعلام الغربي والعربي عن الإرهاب الإسلامي والإسلام المتطرف والجماعات الاسلامية الارهابية وهذا الاعلام مصرّ على قول تنظيم "الدولة الاسلامية" وليس "داعش" الأمر الذي له مفاعيله بالعمل الإعلامي والحرب النفسية.

السيد نصر الله توقّف عند حادثة تفجير طفلة بكل دم بارد  في سوريا، قائلًا "ذلك الوحش ظهر بعد ذلك ليقول إنه ارسلها الى الله وعلى الجميع أن يدين هذا الانسان الحاقد الهمجي.. لقد فعل ما فعل الجيش الأميركي في هيروشيما وغيرها، ولا أحد يتحدث عن هذه الجريمة او يقول الارهاب المسيحي وغيره وكذلك في الحديث عن اليهود لا نقول الإرهاب اليهودي بل الإرهاب الصهيوني لكن في كل العالم يتمّ التسويق لكلام الإرهاب الإسلامي"، ودعا الدول التي دعمت الإرهابيين الى إعادة النظر بذلك وإيقاف هذا الدعم.

وتساءل الأمين العام لحزب الله "ألا يدعو ما حصل في الكرك الحكومة الأردنية لكي تتّعظ وتوقف دعم الإرهابيين وعدم القول إن الجماعات المسلحة لا تحمل فكر "داعش"، لأنها تحمل الفكر نفسه"، وأضاف "الحكومة التركية والحزب الحاكم في تركيا أكثر من دعم "داعش" وذلك واضح وأميركا تتحدث عنه، لافتاً الى أن "الحكومة التركية هي أكثر من تتلظّى اليوم بنيران "داعش" وهي أكثر من قام بدعم التنظيم من خلال تهريب النفط وإدخال المسلحين والأموال"، معتبرًا أن "الحكومة التركية لا تريد أن يرى شعبها كيف تقوم بدعم "داعش" من خلال النفط والسلاح والمال وكل ما قدمه أردوغان للإرهابيين".

على صعيد الإنجاز العسكري الذي تحقّق في حلب، قال سماحته "هناك الآلاف من الذين حاربوا في حلب وهم من بلدان مختلفة وعشرات الالاف شاركوا في المعارك الأخيرة مع مئات الانتحاريين الذين يفجّرون انفسهم ومئات الانغماسيين الذين يقتحمون بمستوى الانتحاري بالاضافة الى الدبابات وناقلات الجند والمال والإعلام..  هناك معارك كانت تحصل باستمرار وبشكل يومي ومتواصل وعندما نقف أمام هذا الانتصار والانجاز يجب أن نستحضر حجم التضحيات من شهداء وجرحى من جنود وضباط للجيش السوري ومقاتلين من جهات أخرى ومدنيين، ورأى أن "تبرير الجماعات المسلحة لهذه الهزيمة بعدم وجود الدعم لهم غير صحيح، فقد كان هناك دعم كبير جدًا بالسلاح والمال وإدخال المسلحين".

وتابع سماحته "اذا أجرينا مقارنة بين ما قُدّم للإرهابيين في سوريا من دول غربية وعربية وبين ما قُدّم لفلسطين من قبل الدول العربية التي تدعم الإرهابيين يتبيّن مدى ما حصل في سوريا..  الذي حصل هو أنه لم يتمّ إرسال الجيش السعودي أو القطري بل يرسل كلّ الدعم من قبلهم، واليوم بدأ الأتراك يشعرون بما يحصل بعد هزائم جنودهم".

وشدّد سماحته على أنه "كان في سوريا  شعب وقيادة وجيش وحلفاء صمّموا على المواجهة والإنتصار"، وأردف "لقد أتوا بصور لمجازر ارتبكها العدو الصهيوني في الضاحية الجنوبية وقطاع غزة وقالوا أنها في حلب، كما أتوا بصور لأطفال جياعٍ في اليمن وقالوا إنها في حلب"، وتابع "منذ أسبوع كان المدنيون يخرجون من شرق حلب كما يخرج المسلحون بسلاحهم الفردي"، سائلًا "هل هناك مدينة دخلت إليها "داعش" أو جبهة النصرة والمسلحون وسمحوا للمدنيين بالخروج أو للمقاتلين بالخروج بسلاحهم؟".

وأوضح السيد نصر الله أن النظام السوري الذي انتصر قَبِل بأن يخرج المدنيين والمسلحين بسلاحهم من حلب وكذلك في حمص وخان الشيح وغيرها، وتابع "الفوعة وكفريا محاصرتان يُدافع عنهما من الداخل والخارج، فيما لا يقبل المسلحون بتسوية وبالكاد خرجت بعض العائلات والمرضى لأن الإرهابيين يريدونهم رهائن".


وأعلن السيد نصر الله أن "معركة حلب هي إحدى الهزائم الكبرى للمشروع الآخر وانتصار كبير للجبهة المدافعة والمواجهة للإرهاب"، ولفت الى أن "الانتصار في معركة حلب لا يعني انتهاء الحرب ولكن بعد حلب نقول أن هدف إسقاط النظام سقط وفشل"، مؤكدًا أن "النظام الذي يسيطر في دمشق وحمص وحلب وحماه واللاذقية وطرطوس وغيرها هو نظام قوي وموجود".

السيد نصر الله رأى أنه "يجب الحفاظ على هذا الإنتصار وحماية مدينة حلب أمام أيّة هجمات ستحصل ويجب تثبيت وترسيخه ليُبنى عليه ميدانيا وسياسيا لأنه يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة أمام أيّ حل سياسي"، وأضاف "هذا الانجاز هو لكل الذين ضحوا ودافعوا من سوريين وحلفاء لكن الاصل في هذا الانتصار بعد الله هو الشعب السوري والقيادة السورية والجيش الذين أخذوا القرار في هذه المواجهة والحلفاء هم عامل مكمّل ومساعد ولكن يبقى الأصل للسوريين".

وتطرق الأمين العام لحزب الله الى الشأن البحريني وتصعيد السلطات الأخير ضدّ الشعب البحريني، فدعا حكومة المنامة الى "التعقّل وألّا تأخذ الأمور الى المكان الذي ستندم عليه كثيرًا هي ومن يدعمها".

وفيما يخصّ الشأن الداخلي اللبناني، اعتبر سماحته أنه "يجب أن لا تكون هناك أية مشاكل لناحية البيان الوزاري بعدما تشكّلت الحكومة، ويجب أن يتم التوافق عليه"، مضيفًا "يجب العمل على قانون الإنتخابات وهذه الحكومة يجب أن تتحمّل مسؤوليتها تجاه الانتخابات النيابية"، ورأى أن "على هذه الحكومة أن لا تتهرّب من مسؤولياتها تجاه الوضع المعيشي ووضع الناس ومن أولوية إجراء الانتخابات النيابية، وأردف "هناك من يقول دائمًا إن هذه الحكومة هي حكومة حزب الله وقد قالوا ذلك في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي واليوم يريدون قوله في حكومة الرئيس سعد الحريري وهذا غير مقبول.. نحن لا نريد أن نسيطر على الحكومة بل نقاتل من أجل تمثيل الجميع في الحكومة لمصلحة البلد، معلنًا في الختام تشجيعه "الحوار بين جميع الأطراف من أجل مصلحة لبنان".

 

endNewsMessage1
تعليقات