صحیفة عبریة: الهذلول تکشف طبیعة العلاقات السعودیة الأمریکیة وتحکم على بن سلمان بانتظار نتنیاهو

asdasd
معرف الأخبار : ۱۰۳۶۳۹۸

من شبه المؤكد أن ناشطة حقوق الإنسان السعودية، لجين الهذلول، ستتحرر أخيراً من سجنها بعد ثلاثة أسابيع. وقبل سنتين ونصف السنة، ألقت قوات الأمن القبض عليها وهي تقود سيارة في معبر الحدود بين دبي والسعودية، وأخذت إلى السجن.

لم تكن هذه هي المرة الأولى، غير أن السلطات في الحالة الأخيرة، أصرت على أن تلصق بلجين تهم التجسس لصالح إيران وقطر، تلقي الأموال من منظمات دولية والمس المقصود بالأمن القومي. مرت ثلاثة أسابيع منذ أدخلت إلى العزل الانفرادي في المعتقل، وأعلن ولي العهد محمد بن سلمان السماح بقيادة النساء للسيارات. غير أنه بخلاف التوقعات، لم يحرر لجين بل العكس، بعث إلى السجن بفريق تحقيق خاص ضم مستشاره الشخصي، سعود القحطاني، ليكون حاضراً في سلسلة التعذيب الذي اجتازته لجين في غرفة التحقيق.

وحسب كل المؤشرات، فإن لجين، المرشحة لجائزة نوبل، وجائزة زخروف، وسلسلة طويلة من الأوسمة الدولية التي نالتها حتى الآن، ستخرج إلى الحرية. وقد رفضت التوقيع على كتاب تحرير مسبق تنظف فيه مبعوثي الحكم من تعذيبها. واحتسبت منظمتا حقوق إنسان في أوروبا الأيام التي مكثتها في السجن والعفو، وسجلت نهاية شباط موعداً لتحررها. ولكن هذه لم تكن حرية كاملة: فكل جريمة تشتبه لجين بارتكابها ستعيدها على الفور إلى سنوات سجن طويلة. إضافة إلى ذلك، يحظر عليها السفر في السنوات الخمس المقبلة. أما زوجها، الذي اضطر للانفصال عنها بأمر من السلطات، رفض الزواج بأخرى. وهي نفسها تعهدت بألا تنشغل بشؤون صديقاتها، ونشيطات حقوق الإنسان اللواتي بقين خلفها.

يجدر بنا التنبه إلى أن وزير الخارجية الأمريكي الجديد أنتوني بلينكن، هاتف نظيره السعودي فيصل الفرحان، أول أمس، وكانت المكالمة موضوعية وركزت على شؤون الأمن. وأكد الجانب الأمريكي أن السعودية ملزمة بإيقاف الهجمات على الحوثيين في اليمن، فوراً. من الزاوية الأمريكية، ينسجم هذا مع جهد إعادة إيران إلى المفاوضات.

قصة لجين مثال يمكن من خلاله أن نفهم نسيج العلاقات الحساس بين واشنطن والرياض، ومن هناك أيضاً مع إسرائيل

إن قصة لجين مثال يمكن من خلاله أن نفهم نسيج العلاقات الحساس بين واشنطن والرياض، ومن هناك أيضاً مع إسرائيل.

وبينما يتحدث وزيرا الخارجية بينهما (لم تصل إلى إسرائيل بعد أي مكالمة أمريكية حتى لحظة كتابة هذه السطور)، بدأ الرئيس بايدن بتفصيل مخططاته حول السعودية. فقد أعلن عن وقف إرساليات السلاح التي تعهد سلفه بتوريدها، وستكون هذه ضربة جدية للجيش السعودي. وليس هذا فقط: فقد تحدث بايدن أيضاً عن وضع حقوق الإنسان الفظيع. وهو نفسه ذكر غير مرة لجين الهذلول واستدعى مستشاريه إلى حديث هادئ، وشقيقها وليد.

هنا تدخل إسرائيل إلى الصورة: رغم 40 سنة معرفة بينهما، يتلاعب بايدن برئيس الوزراء نتنياهو. وهو يتحدث عن إمكانية فتح حوار مع إيران، إلى جانب الشرط الذي طرحه أمس – وقف تخصيب اليورانيوم.

حتى التحول في البيت الأبيض، خطط ولي العهد السعودي بن سلمان للاعتماد على نتنياهو ليشق له الطريق، بل وكان مستعداً لتجاوز مسألة تسريب اللقاء السري في المدينة الصحراوية نيوم. والآن، تغيرت الصورة دفعة واحدة؛ فقد أمر ولي العهد بصد التوجهات الإسرائيلية. ابتعد. ولكن خطاب رئيس الأركان أفيف كوخافي، جذب اهتمامه. فجـأة، هناك من يمكن الحديث معه في الموضوع الإيراني. يجلس بن سلمان على الجدار، ينتظر ليرى إذا كان نتنياهو سينتخب مرة أخرى، بعد شهرين.

 

endNewsMessage1
تعليقات