الرئیس روحانی: حان الوقت الیوم بأن یقول العالم "لا" للهیمنة الغربیة

asdasd
معرف الأخبار : ۹۷۲۱۵۰

قال الرئيس الايراني حسن روحاني حان الوقت اليوم بأن يقول العالم "لا" للهيمنة الغربية، مؤكدا ان لا يمكنها أن تفرض علينا لا المفاوضات ولا الحرب، وان ايران ليست ورقة مساومة في الانتخابات الأمريكية.

وفي خطابه اليوم الثلاثاء خلال مشاركته عبر الفيديو كونفرانس في الاجتماع السنوي الـ 75 للجمعية العامة لمنظمة الامم المتحدة، هنأ الرئيس روحاني بانتخاب ممثل البلد الشقيق والصديق تركيا لترؤس الاجتماع.

وفي مستهل كلمته اشار الرئيس روحاني إلى انتشار فيروس كورونا في العالم، وقال: العالم، غفل عن نعمتي الصحة والأمن العظيمتين وواجه فجأة تفشي فيروس "كوفيد 19" وعلى الرغم من ضآلة حجمه فقد تحدى الحوكمة العالمية والحوكمة الداخلية لدرجة أنه تسبب في ان ينعقد بسببه أهم تجمع عالمي بشكل افتراضي.

وقال، ان كورونا تحول اليوم وبسبب نمو العلم والتكنولوجيا والإعلام الى ألم مشترك للانسانية واثبت هذا الألم المشترك أنه على الرغم من كل التطورات، لا يزال العلم البشري لاشيء امام جهله.

وأضاف الرئيس: هذا الفيروس يدعونا جميعًا إلى أن نكون أكثر تواضعًا أمام الله وحقيقة الخلق، وأن نكون أكثر تواضعًا أمام المجتمع البشري بما في ذلك التزام الأخلاق الفردية والاجتماعية وتجنب تدمير الطبيعة والبيئة والتدخل غير المبرر في الخلق.

وتابع: إن هذه الآفة المنتشرة والتي تجاوزت الحدود المصطنعة للقدرة تذكرنا جميعًا أعضاء المجتمع البشري مرة أخرى بأن مواجهة القضايا العالمية المشتركة لا يمكن تحقيقها إلا من خلال المشاركة العالمية.

واضاف: اننا جميعا نواجه مرحلة صعبة في العالم الا ان شعبنا وبدلا من ان يحظى بالتعاون العالمي يواجه اقسى اجراءات الحظر في التاريخ في انتهاك صارخ واساسي لميثاق الامم المتحدة والاتفاقيات الدولية والقرار 2231 الصادر عن مجلس الامن الدولي.

وتابع الرئيس روحاني: ان الصورة التي تم بثها للعالم كله عن تعامل الشرطة الاميركية مع مواطن محتج كانت مالوفة ومكررة بالنسلة لنا، اذ اننا نعرف جيدا ان هذه الركبة التي وضعت على عنق ذلك المواطن تجسد ركبة الاستكبار على رقاب الشعوب المستقلة.

 

*الشعب الايراني يدفع منذ عقود ثمن التطلع الى الحرية

وقال الرئيس روحاني: ان الشعب الايراني الباسل يدفع منذ عقود من الزمن ثمن التطلع الى الحرية والانعتاق من الهيمنة والاستبداد لكنه واصل بصموده تقدمه وتطوره وبقي ثابتا على دوره التاريخي والحضاري كمحور للسلام والاستقرار ومكافحة الاحتلال والتطرف والمناداة بالحوار والتعايش.

وقال رئيس الجمهورية: لقد وقفنا نحن الى جانب الشعب الافغاني امام الاحتلال السوفيتي وامراء الحرب والمتطرفين المحليين وارهابيي القاعدة والمحتلين الاميركيين، وادينا دورا محوريا في جميع عمليات السلام والمصالحة سواء في مؤتمر بون 2001 او في المساعي الاقليمية.  

وقال الرئيس روحاني : اننا وفي مواجهة تكالب القوى العالمية والاقليمية لشن حرب الناقلات في الخليج الفارسي دعما لصدام في النصف الثاني من الثمانينيات، طالبنا بأمن مشترك في الخليج الفارسي، واقترحنا في عام 2013  ايجاد عالم خال من التطرف والعنف WAVE) ) والذي حظي باجماع اصوات أعضاء الجمعية العامة كما اقترحنا في العام 2018 ، ميثاق عدم الاعتداء، وفي عام 2019 ، قدمنا ​​خطة هرمز للسلام HOPE) ) لتعزيز السلام والاستقرار في الخليج الفارسي.

وأضاف روحاني: كنا أول دولة في المنطقة تقف إلى جانب شعب وحكومة الكويت في مواجهة احتلال صدام للكويت، وافشلنا امنية صدام في الهيمنة على كل حلفائه العرب.

وتابع الرئيس روحاني: اننا وفي مواجهة استبداد الصداميين واحتلال الاميركيين ووحشية الدواعش، وقفنا الى جانب الشعب العراقي كله، كردا وعربا وسنة وشيعة وايزديين ومسيحيين، ودعمنا منذ العام 2003 كل المنجزات الديمقراطية للشعب العراقي والحكومة العراقية.  

واوضح قائلا، اننا وامام عشرات الجماعات الارهابية التكفيرية ودعاة الانفصال والمقاتلين الاجانب وقفنا الى جانب الشعب السوري، ومنذ العام 2013 حيث كان الاخرون يسعون وراء طريق الحل العسكري طرحنا مشروعا من 4 بنود للسلام مبني على اساس مطالب الشعب السوري وفي العام 2016 وفي ظل التعاون مع روسيا وتركيا وضعنا اسس عملية آستانا للوصول الى السلام والاستقرار السياسي في سوريا.

واكد الرئيس روحاني، اننا وقفنا الى جانب الحكومة والشعب اللبناني في مواجهة الاحتلال الصهيوني ومثيري الحرب الداخليين والمتآمرين الاجانب.

*لم نساوم على حساب حقوق الشعب الفلسطيني

وصرح قائلا، اننا لم نتجاهل ابدا الاحتلال والابادة البشرية والتشريد والتمييز العنصري ولم نساوم ابدا على حساب القدس الشريف وحقوق الشعب الفلسطيني، وقدمنا في العام 2012 طريق الحل الديمقراطي للقضية الفلسطينية عن طريق الاستفتاء العام.

واضاف: لقد احتججنا علنا على الظلم والجور الذي يتعرض له الشعب اليمني المظلوم وقدمنا في بداية حرب اليمن في العام 2015 مقترحا من 4 بنود للسلام في اليمن.

وقال: لقد حاربنا نحن في هذه المنطقة الحساسة وحيدين ضد الدواعش والمتطرفين ادعياء الاسلام الكاذبين ليعلم المجتمع العالمي ما هو الاسلام الحقيقي، الذي هو اسلام الوسطية والعقلانية وليس التطرف والخرافة. ان قائدنا الشهيد الذي كان بطل مكافحة عنف المتطرفين في منطقة الشرق الاوسط وقف ودافع جيدا عن امن المواطنين سواء المسلمين او المسيحيين او الشيعة او السنة امام ادعياء دولة قرون وسطية.   

وتابع رئيس الجمهورية: انه في العام 2015 حققنا الاتفاق النووي الذي يعد واحدا من اكبر منجزات تاريخ الدبلوماسية وبقينا ملتزمين به رغم نكث العهد المستمر من قبل اميركا.

*شعبنا لا يستحق الحظر

وقال الرئيس روحاني: ان مثل هذا الشعب لا يستحق الحظر. جواب السلام ليس الحرب. مكافأة مكافحة التطرف ليس الاغتيال. الرد على اصوات الشعوب في ايران والعراق ولبنان ليس فرض اضطرابات الشوارع ودعم المسارات غير الديمقراطية.

واكد رئيس الجمهورية بانه علينا ان نعلم بان المعيار ليس الادعاءات بل العمل فقط واضاف: لقد ادعوا بانهم جاؤوا الى المنطقة لمحاربة صدام، في حين انهم هم انفسهم الذين عملوا على تقوية هذا المارد في الحرب المفروضة (ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال الفترة 1980-1988) وجهزوه بالاسلحة الكيمياوية واحدث المعدات الحربية.

واضاف: انهم يدّعون مكافحة الارهاب وداعش في حين انهم هم الذين اوجدوه، ويمنون ايضا على شعوب المنطقة لجريمتهم هذه. يتهموننا كذبا بالسعي لصنع السلاح النووي وبذريعة الانتشار (النووي) يفرضون الحظر على هذا وذاك، في حين ان استخدام السلاح النووي في تاريخ البشرية سجلوه باسمهم فقط وان الكيان الوحيد المالك للسلاح النووي في منطقة غرب اسيا هو لاعب مسرح عرائسهم.    

*يستهدفون بضغوطهم القصوى حق الحياة للشعب الايراني

وتابع رئيس الجمهورية: انهم يتحدثون عن حقوق الانسان لكنهم وبضغوطهم القصوى استهدفوا معيشة وصحة وحق الحياة للايرانيين كلهم.

واضاف: انهم واذنابهم منهمكون بصورة مباشرة في كل اعمال الحرب والاحتلال والعدوان في فلسطين وافغانستان واليمن وسوريا والعراق ولبنان وليبيا والسودان والصومال، لكنهم يعتبرون ايران بانها هي المسؤولة عن هزائمهم الحتمية امام ارادة شعوب المنطقة.

وقال الرئيس روحاني: انهم وببيعهم الاسلحة بمليارات الدولارات لمنطقتنا قد حولوها الى مستودع بارود لكنهم وخلافا لكل القواعد القانونية والاجماع العالمي يسعون عبثا لحرمان ايران من الحد الادنى من احتياجاتها الدفاعية ويمددون القيود التسليحية ضد ايران رغم النص الصريح للقرار 2231 (الصادر عن مجلس الامن الدولي عام 2015 بعد توقيع الاتفاق النووي والذي يقضي بانتهاء القيود التسليحية على ايران في اكتوبر القادم).

واضاف: انني ارى هنا لزاما ان اوجه الشكر للرئيسين الدوريين لمجلس الامن الدولي لشهري اغسطس وسبتمر والاعضاء الـ 13 في هذا المجلس خاصة روسيا والصين الذين قالوا "لا" بصوت عال مرتين وبحزم لاستخدام اميركا لمجلس الامن والقرار 2231 كاداة وبصورة غير قانونية. هذا انتصار ليس لايران بل للنظام الدولي في عالم ما بعد الغرب بحیث يدخل النظام المدعي للهيمنة في مثل هذه العزلة التي صنعها لنفسه.  

وتساءل الرئيس روحاني: متى حدث ان تقوم حكومة من دون اي مبرر باسقاط نتيجة 13 عاما من المفاوضات العالمية بحضور الحكومة السابقة لها وانتهاك قرار مجلس الامن الدولي بكل وقاحة وحتى ان تقوم بفرض الحظر على الاخرين ومعاقبتهم بسبب تنفيذهم لقرار مجلس الامن وان تدعي التفاوض والصفقة الكبيرة في الوقت ذاته؟ .   

*الحياة مع الحظر صعبة لكن الاصعب هو الحياة بلا استقلال

واكد الرئيس الايراني بان اميركا لا يمكنها ان تفرض علينا، لا التفاوض ولا الحرب، واضاف: ان الحياة مع الحظر صعب لكن الاصعب من ذلك هو الحياة بلا استقلال.

وقال: ان الحرية السياسية الداخلية مهمة جدا بالنسبة لنا ونحن بصفة اقدم ديمقراطية في منطقة الشرق الاوسط نفخر بسيادتنا الشعبية.

*الديمقراطية حق سيادة الشعب وليس تدخل الاجنبي

واضاف: ان الديمقراطية هي حق سيادة الشعب وليست حق تدخل الاجنبي، خاصة اجنبي ارهابي وتدخلي مازال حبيسا في اوهام 28 مرداد 1332 هـ. ش (19 اب /اغسطس 1953)، ذلك اليوم الذي اطاح فيه اسلافهم في انقلاب عسكري بالديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط في ذلك الوقت (حكومة الدكتور محمد مصدق).

*لسنا اداة للمساومة في الانتخابات الاميركية

واشار الرئيس روحاني الى ان من المهم لنا عزة وراحة شعبنا التي تتحقق بالدبلوماسية المعتمدة على الارادة الوطنية والمترافقة مع المقاومة وقال: نحن لسنا اداة مساومة للتجاذبات الداخلية والانتخابية الاميركية وان اي حكومة تنتخب في اميركا سترضخ مضطرة لمقاومة الشعب الايراني العظيم.

*اليوم هو زمن القول "لا" للغطرسة والبلطجة

واضاف الرئيس روحاني: ان اليوم للعالم هو زمن القول "لا" للغطرسة والبلطجة، فعهد الهيمنة والتسلط بلغ نهاية مطافه وان شعوبنا وابناءنا يستحقون عالما افضل واكثر امنا والتزاما بالقانون، فاليوم هو يوم اتخاذ القرار الصحيح والصائب.

 

endNewsMessage1
تعليقات